16 - 08 - 2024

شبه مختلف | تحت طائلة السوشيال ميديا!

شبه مختلف | تحت طائلة السوشيال ميديا!

ما إن استيقظت من نومي ككل ظهيرة، ولحقت افطاري وأقمت صلاة الظهر متعجلا حتى ألحق بقطار الفيس بوك الذي نفتح عيوننا عليه ولا ينام معنا، أريد أن الحق بالرفاق الذين يبدأون يومهم مبكراً ، وأن أختار القضية "الترند" الذي سأكافح من أجل أن يظل متصدراً، أو حتى أختار أن أقوم بواجبي في "الاتجاه المضاد" ، وكله في خدمة الترند" سواء كنت معه ام ضده.

لم أكن حسمت أمري بعد هل أدافع عن  مبروك عطية أم أقف في صف نهاد ابو القمصان ومايا مرسي "مع حفظ الألقاب"، أم انخرط في حملة جمع ٤٠ مليون جنيه للطفلة رقية "شفاها الله وعافاها" حتى تنجو من براثن الضمور العضلي، لكنني لا أزال مشغولا بالبحث عن مدير فني جديد للأهلي بعد أن باغتنا موسيماني بالرحيل.

وتحدثني نفسي بالانضمام إلى فريق البحث عن المتغيبة "آمال ماهر" التي فشلت كل أجهزة الرصد في التواصل معها، عبر بث مباشر لمدة ثوان معدودة، أو حتى عبر وسيط أمين يطمئن قلب اللاهثين خلف أخبارها، بما في ذلك نقابة المهن الموسيقية وعلى رأسها هاني شاكر ونادية مصطفى، مما زاد من الشكوك حول اختفائها بفعل فاعل مرفوع بالمال والسلطة ، يلعب بالريالات والأشخاص كما تلعب الذئاب والحداءات بالشياه والكتاكيت الشاردة، أما قضية الاقتصاد وارتفاع سعر العملة وبالتالي الأسعار التي لا تنتظر حتىتتناسب مع ارتفاع سعر الدولار أو انخفاض سعر الجنيه، فقد تعود المصريون عليها وسلموا أمرهم لبارئهم، بعد أن شبعوا دعاء على صندوق النقد وأوكرانيا وكورونا وجدري القردة وانفلونزا الطماطم و لجنة الحكام في اتحاد الكرة المصري !!

لاحول ولا قوة إلا بالله، انهالت الحراب على الرجل من كل جانب،  ولم يجد فكاكا من كل تلك السهام الموجهة اليه، حتى أنها خرجت من الواقع الافتراضي حيث الحرب الضروس، إلى ساحات القضاء ببلاغات للنائب العام تتهمه بالتحريض على "ارتداء الحجاب" أو "القفة" اتقاء للقتل، فأصبح الناصح بتغطية جسد المرأة من سهام الشاردين والمراهقين وعديمي الأخلاق بمثابة دعشنة وحض على استباحة دماء السافرات من النساء، حتى وإن خانه التوقيت وعاندته الألفاظ!!

وبعد أن صار الوقوع تحت طائلة السوشيال ميديا أقسى وأمر من الوقوع تحت طائلة القانون متلبسا معترفاً، إلا الذين يسعون لذلك جلبا لشهرة حتى لو كانت عن طريق السب و"القصف" ، فالقانون كما يقولون أعمى لكن له روح يستخدمها القاضي احيانا إذا ما ارتأى أن الجاني كان حسن النية، أو في غفلة، أو طفلاً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، لكن أحكام "قضاة" مواقع التواصل لاتعرف اعتدالا، وقانونهم بلا روح، فإما مع أو ضد على طول الخط ، فقد دفعت الهجمة الشرسة إلى إعلان الرجل مغادرة الظهور الإعلامي ، سرعان ما تراجع عنه، ومن يعرف الدكتور مبروك عطية، يعلم أنه لن يطيق صبراً في البعد عن الأضواء التي ظل تحتها لسنوات.

في الوقت ذاته استل البعض الأسلحة الفتاكة ، دفاعا عن أفلام المخدرات والبلطجة، ويرى أنها بريئة من إسهامها في تكريس ظواهر العنف والتعرض للأنثى، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، مبررين ذلك بأن أول جريمة قتل في التاريخ كانت قبل أن يدخل الأستاذان احمد السبكي ومحمد رمضان وغيرهم سوق إنتاج أفلام العنف!!

وفي رأيي المتواضع الذي أعتز به حتى لو لم يلق إعجاباً من أحد، أن ظاهرة التحرش لن تنتهي، طالما ظل الناس يعتبرون أن المسؤول عنها طرف واحد هو دائما الذكر الذي هو أمه وأخته وزوجته وحبيبته أنثى.

وأما ظاهرة العنف فلن تنزوي بحملات الضغط على فيس بوك وتويتر، مالم تعالج أسبابها الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية ايضا ، بدليل أن الحملة التي واكبت جريمة الإسماعيلية البشعة، لم تمنع الحادث الأبشع بمقتل نيرة طالبة آداب المنصورة، وأن تغليظ العقوبة ليس هو الحل الأوحد، فالذي يرتكب جريمته في عرض الشارع، في وضح النهار ، وأمام الناس، يدرك جيدا أو حتى قليلاً أنه لن يفلت من الإعدام وهي العقوبة القصوى للقاتل.

- حزن الختام:-

قوم يا واد

امسك ايد اختك سعاد

وافتح الدرفة اللي فوق

اللي ع الايد اليمين

تلقى حبة حب حلوة مطبقين

تحتهم كام متر شوق

جنبهم ناحية صباعك

قلب باعك .. سيبه مرمي

زي يوم مرضاش يساعك

بص عندك جنب ايدك

مرسالين كانوا في بريدك

شوف دموع العين عليهم

يشبهوا الدم في وريدك

وانت نازل هات معاك

سبحتك جنب السواك

جزء عم كمان هناك

جنب انجيل ابن مريم

يلا حسن مستواك.
---------------------
بقلم: علي إبراهيم
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

شبه مختلف | تحت طائلة السوشيال ميديا!